samedi 5 février 2011

الموساد شارك الفرنسيين في جريمة قتل الجزائريين


'' كم استمتعت بقتل الجزائريين فهم بالفعل مزعجون وكانوا يبدون رفضاً كبيراً لوجود أصدقائنا الفرنسيين في بلادهم وهو ما مثل تعطيلا لمصالح باريس ودفعها إلى اللجوء إلى تل أبيب لتخلصها من هذا الإزعاج·''· بهذه الكلمات الاستفزازية بدأ أبراهام برازيليا عميل الموساد السابق كلمته التي ألقاها على هامش مؤتمر يهود الجزائر الذي عقد في الفترة من الأول حتى الخامس من أبريل في تل أبيب وهو المؤتمر الذي اكتسب أهمية بالغة لدى السلطات الإسرائيلية خاصة مع حضور عشرات اليهود سواء من الأصول الجزائرية أو العربية بصورة عامة إليه·
والواقع فإن ما قاله برازيليا يؤكد أن الجرائم الإسرائيلية لم تتوقف فقط عند حد قتل الفلسطينيين أو المصريين الذين خاضوا معها العديد من المواجهات المشتعلة منذ بدأ تكاثر الوجود اليهودي في فلسطين وقيام إسرائيل عام 48 حتى الآن ولكن باتت أيدي الإسرائيليين ملطخة بأيدي عشرات العرب الذي دخلت معهم في صراعات ومساندات للقوى الاستعمارية التي كانت تحتلهم·
المثير أن هذا الاعتراف أتى بعد أيام من كشف عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رغبة بعض من أفراد عائلة التاجر اليهودي الجزائري الشهير نفتالي بو جناح الذي كان يلقبه التجار الأوروبيون ب''حاكم الجزائر''والذي أعدم بأمر من الداي عام 1805 في مقاضاة الحكومة الجزائرية بسبب ما حدث ل'' بوجناح '' وغيره من اليهود الجزائريين الآخرين على أيدي الانكشاريين في الجزائر·
مساندة يهودية
موقع '' تعويض اليهود'' عبر الويب وهو أحد أبرز المواقع التابعة للوكالة اليهودية أشار في تقرير له نشر في الأول من شهر أبريل الجاري بمناسبة انعقاد هذا المؤتمر أن هناك العديد من الجهات الأوروبية وبالتحديد الفرنسية تقوم بتنسيق الجهود مع هؤلاء اليهود من أجل تقديم ما أسمته ب'' الدعم التوثيقي'' لما يحتاجونه من إثباتات في دعواهم ضد الحكومة الجزائرية·
ويرى الموقع أن فرنسا ترغب في رد الجميل لهؤلاء اليهود الذين وقفوا بجانبها عند احتلالها الجزائر حيث كانوا أول من استقبلوا الفرنسيين عند نزول قواتهم على ساحل سيدي فاروش والإعلان عن دعمهم للملك الفرنسي الراحل شارل العاشر الذي أطيح به من عرش فرنسا بعد شهر واحد من الغزو، ودعمهم بعد ذلك للملك لويس فيليب الذي أتى بعده ومساعدتهم للفرنسيين في قمع ثورة الأمير عبد القادر عام 1874 وكانوا أبرز من ساعدوا الجنرال الفرنسي بوجو في قمع هذه الثورة ومساعدتهم الفرنسيين أيضاً بعد إخماد هذه الثورة في بسط نفوذهم على كافة أنحاء الجزائر·
من جانبه اعترف موقع الدراسات الأمنية الإسرائيلي و هو أحد أبرز المواقع الوثيقة الصلة بالأجهزة والمسؤولين الأمنيين في الجزائر في تقرير له نشر بعد ساعات من إلقاء برازيليا لكلمته بأن إسرائيل ساهمت بالفعل في قتل العشرات من الجزائريين إبان حربهم للتحرير وشرح الموقع كيف ساهم الموساد في إحباط مخططات جبهة التحرير الوطني والتنظيم الثوري الجزائري الذي خاض مقاومة شديدة ضد الاستعمار الفرنسي وتصفية أعضائه·ويقول الموقع في تقريره الذي نشر بالتزامن مع موقع '' بروس أوريون أنفو'' الفرنسي أخيراً أن عمر برازيليا كان تسعة وعشرين عاماً عندما أوفده الموساد إلى الأراضي الجزائرية لترتيب عمليات استخباراتية وتنظيم خلايا عمل لمواجهة المقاومة الجزائرية التي شعر الفرنسيون أنهم لا يستطيعون مواجهتها وحدهم·
وقررت فرنسا الاستعانة بإسرائيل مع خبرة أعضاء جهاز الموساد المتميزة وهي الاستعانة التي توجت بعد ذلك بالتعاون بين الدولتين وودعمها بريطانيا في شن الحرب على مصر عام 56 ، وكانت مهمة برازيليا الأساسية التي قام بها عام 1951 - ولم يحدد بالضبط وقت انتهائها- تدريب وتسليح الشبان اليهود في الجزائر وتصفية النشطاء في جبهة التحرير الوطني الجزائري ومواجهة الجزائريين في حرب الشوارع التي كانوا يقومون بها ضد الفرنسيين والتي أوقعت العشرات منهم بين قتيل وجريح·
وكشف الموقع أن مهمة الموساد امتدت أيضاً لمحاربة الفكر الناصري الذي تفشى بين عدد كبير من الشبان الجزائريين الذين أعجبوا بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بعد ثورة يوليو عام ·1952
الموساد والجزائر
والمعروف أن الموساد يقسم العالم إلى 15 منطقة جغرافية وتعتبر دول المغرب العربي ضمن هذه المناطق التي احتلت المرتبة الأولى في اهتمامات الموساد بالشرق الأوسط بعد دول المشرق ومصر خاصة وأن إسرائيل أرادت إطلاق مشروع التطبيع بين تونس والمغرب بعدما تبين لها وجود قابلية لدى الدولتين، أو على الأقل الشروع في تبديد فكرة معادة إسرائيل في المنطقة وهو ما رأت فيه قابلية غير أن الجزائر خاصة من وصفهم آيتان هابر رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق في كتابه '' قضايا تجسس شغلت الموساد'' أبناء المناطق الجنوبية بأنهم يمثلون صعوبة كبيرة في قابلة إسرائيل خاصة وأنهم كانوا قليلي الاحتكاك نسبياً بالفرنسيين أبان احتلالهم للجزائر خاصة والأجانب عامة وبالتالي فأنهم يمثلون صعوبة في قابلة إسرائيل وهو ما دفع رئيس الوزراء الراحل ديفيد بن جوريون إلى المصادقة على هذه العملية ومساعدة فرنسا بها واكتساب نقاط تعاطف مع الفرنسيين الذي وقفت إسرائيل بجانبهم أيضاً في عدوان 56 ضد مصر رغم عدم وجود خلاف فعلي بينها وبين مصر في هذه الفترة.....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire