mardi 28 juin 2011

في ذكرى رحيل أسطورة النضال الجزائري الفلسطيني محمد بودية، الفنان الذي اغتاله الموساد



ثمان وثلاثون سنة مرت على الرحيل المفاجئ للمناضل والفنان الجزائري محمد بودية، خلال عملية اغتيال بشعة، نفذتها عناصر من جهاز المخابرات الإسرائيلية ”الموساد”، في صبيحة يوم صيف جميل، في 28 من جوان من سنة 1973 بباريس، حينها كان محمد بودية قد خرج من مسكنه، الكائن بالدائرة الباريسية السادسة بشارع دو فوسي سان برنار
 وتوجه كعادته كل يوم إلى سيارته، رونو 16، الزرقاء اللون، ففتح بابها ومباشرة بعد جلوسه على المقعد دوى انفجار هائل اهتزت له كامل المنطقة المحاذية لجامعة باريس، ليخرج بعدها، محمد بودية، من التاريخ الرسمي ومن الذاكرة الانتقائية ”للأسرة الثورية”، التي لم تغفر له مواقفه النقدية تجاه الأحداث السياسية التي تلت انقلاب 19 جوان سنة 1965 على حكم الرئيس أحمد بن بلة.



محمد بودية، ابن باب الجديد بأعالي القصبة، من مواليد فيفري 1932، احتك لأول مرة بعالم المسرح والفن الدرامي، بعد لقائه بالفنان مصطفى غريبي، ليلتحق بعد اندلاع الثورة المسلحة سنة 1955، بالمنظمة المدنية لجبهة التحرير. أصبح سنة 1957 عضوا دائما في اتحادية فرنسا لجبهة التحرير الوطني، حيث مارس مهامه النضالية في باريس ومرسيليا، وكلف حينها بإدارة خلية ”العمليات الخاصة” المشكّلة من فريق ”كوماندو” مختص في عمليات التخريب الصناعي والمراكز العسكرية الفرنسية. وكانت أكبر عملية شارك فيها محمد بودية، عملية الميناء النفطي ”موريبيان” جنوب فرنسا والتي مكّنت من فتح جبهة جديدة للمعركة بعد جبهة باريس، نفذت بنجاح في الخامس أوت 1958. ليتم بعدها اعتقال محمد بودية رفقة مجموعة من عناصر ”الكوماندو” الذي كان يشرف عليه، من بينهم سيدتان، وحكم عليه بـ 20 سنة سجنا نافذا.
في سنة 1961، تمكّن محمد بودية من الفرار من السجن ليلتحق بتونس وينخرط في صفوف الفرقة المسرحية الفنية لجبهة التحرير الوطني، التي كان يديرها الفنان مصطفى كاتب.
واصل محمد بودية نضاله على جبهة الفن المسرحي لغاية الاستقلال، وأسس سنة 1963، رفقة مصطفى كاتب وفنانين آخرين، المسرح الوطني الجزائري وساهم في نفس الفترة في تأسيس اتحاد الكتّاب الجزائريين.
انتقل بودية من المسرح إلى الصحافة، ليؤسس سنة 1964 أول جريدة وطنية مسائية باللغة الفرنسية تحت عنوان ”الجزائر هذا المساء” Alger ce soir التي صدر العدد الأول منها في 1 جانفي 1964، و كان في نفس السنة أيضا مسؤول نشر مجلة ”نوفمبر” التي كانت تصدرها آنذاك اللجنة الثقافية لجبهة التحرير الوطني.

بين بومدين وشيغيفارا 

خلال حفل لرأس السنة الميلادية، أقيم بسفارة كوبا بالجزائر سنة 1964، التقى محمد بودية، لأول مرة، بالزعيم الثوري ارنستو شيغيفارا، وأجرى معه حوارا استثنائيا، خصّ به جريدة ”الجزائر هذا المساء”، وكان اللقاء مع شيغيفارا تحولا كبيرا في حياة ومسار محمد بودية، الذي استمع طويلا لتحليل المناضل الثوري ”تشي” حول الاستراتيجية الثورية العالمية ودور المثقف العضوي في البلدان الحديثة الاستقلال،. أعلن شيغيفارا، خلال لقائه مع محمد بودية، عن مفهوم جديد في النضال يتجاوز البعد الوطني والإقليمي، ليكون حسب ”تشي” ”نضالا مبدئيا ضد الاستعمار والهيمنة، حافزه الإنسانية وحق جميع الشعوب في العيش بكرامة”،

لخصه شيغيفارا في مفهوم ”الواجب العالمي”

”le devoir Internationaliste”، لم يدم التفكير حول هذه الفلسفة النضالية الجديدة مطولا بالنسبة لمحمد بودية، الذي فوجئ بإعلان انقلاب 19 جوان 1965، حيث تم إثرها توقف جريدة ”الجزائر هذا المساء” عن الصدور.
ووجد محمد بودية نفسه مع شلة من رفاقه، يمثلون الجناح التقدمي في جبهة التحريري الوطني، رفقة مناضلين يساريين آخرين ضمن مجموعة معارضة للانقلاب، تهيكلت في إطار منظمة سميت ”منظمة المقاومة الشعبية”، إلا أن مؤسسيها لم يستمروا طويلا من بينهم محمد بودية الذي تنقل إلى فرنسا خشية اعتقاله من طرف المساندين للانقلاب.
بفرنسا اكتشف محمد بودية إبعاد ومغزى فلسفة شيغيفارا ”في النضال الذي لا تطوقه الحدود ولا المسافات”، وكان الميل إلى أطروحة شيغيفارا نابع، بدرجة كبيرة لدى بودية، من خيبة أمله تجاه الأحداث التي تشهدها الجزائر حينها، وتعثر حلمه المثالي في بناء دولة ديمقراطية تقدمية، أصبح وجود بودية بفرنسا حافزا لإرساء قاعدة لبداية نضال جديد، أراد من خلاله أن يعطي معنى لما تبقى من حياته، نضال بدأه بودية بلقاءات واتصالات مع كل من ساندوا ثورة التحريري الجزائرية، ومنهم المناضل هنري كيريال، ذو الأصل المصري وأحد معارضي نظام جمال عبد الناصر.

بودية.. شيغيفارا العرب 

بمساعدة هنري كيريال، تمكّن محمد بودية من الاتصال بأقطاب المقاومة الفلسطينية، في بيروت وعمان، ليقرر بعدها القيام بجولات إلى بلدان أوروبا الشرقية، للحصول على دعم زعمائها للقضية العربية. والتقى خلال هذه الفترة، سنة 1967، بالدكتور وديع حداد، عضو مؤسس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليكلف بعد لقاءات أخرى بمهمة تاريخية تتمثل في مكافحة الصهيونية، ويعين كممثل للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الخارج ومسؤول عن منطقة أوروبا، اكتسب محمد بودية، خلال هذه الفترة، نضجا سياسيا وإيديولوجيا مشبعا بالأفكار الثورية اليسارية، عززت وعيه ورصيده النضالي الذي بلورته سنوات النشاط في صفوف الحركة الوطنية الجزائرية.
وأصبح بودية عنصرا فاعلا في تنظيم الجبهة الشعبية رفقة الدكتور وديع حداد، المسؤول الأول على دائرة ”العمليات الخارجية”، داخل قيادة التنظيم. وامتد نشاط بودية داخل أوساط الطلبة الأجانب واستطاع أن يجلب إليه عددا من المناضلين اليساريين، من بينهم الشاب ”سليم” المدعو اليتش راميراز سانشيز، الملقب ”بكارلوس”، الذي خلفه بعد اغتياله على رأس خلية العمليات الخارجية بأوروبا.
وقام بودية بعدة مهمات سرية لفائدة الحركة الوطنية الفلسطينية. وفي سنة 1972 قام المناضل الفلسطيني أبو داوود، المنشق عن حركة ”فتح”، بتنفيذ عملية اغتيال 11 رياضيا إسرائيليا، بميونيخ بألمانيا، أثارت سخط وغضب السياسيين والعسكريين الاسرائليين، وعلى رأسهم رئيسة الوزراء غولدا مائير و الجنرال موشي دايان.

ملف بودية على مكتب غولدا مائير 

كرد فعل على العمليات المنفذة من طرف المقاومة الفلسطينية في الخارج، شكّلت مصالح المخابرات الإسرائيلية ”الموساد” فرقة كوماندو، مدربة خصيصا على الاغتيالات، أطلق عليها اسم ”غضب الإله”. ووضعت إدارة عمليات الفرقة مباشرة تحت إشراف ديوان رئيسة الوزراء غولدا مائير، بمساعدة الجنرال موشي دايان.
كان رد فعل ”الموساد” على عملية ”ميونيخ” سريعا باغتيال الصحفي، المناضل الفلسطيني، خذر قنيو والمناضل وائل زعيتر بروما، ودبر ”الموساد” بعد ذلك عملية اغتيال المناضل الفلسطيني محمود الهمشري، عضو منظمة العمليات الخارجية، التي كان يشرف عليها محمد بودية، بباريس.
وجاء رد فعل محمد بودية على هذه الاغتيالات حاسما وانتقاميا، إذ تنقل شخصيا وخصيصا، في بداية سنة 1973، إلى مدريد باسبانيا للقضاء على الرقم الأول لجهاز ”الموساد” بأوروبا، الضابط باروث كوهين، المدعو ”يوري مولو”. ونفذ بودية عملية التصفية الجسدية لمسؤول جهاز ”الموساد” بأوروبا بنجاح تام.
وقد أحدثت هذه العملية ضجة كبيرة، هزت أركان الدولة العبرية والكيان الصهيوني، حينها تصاعدت الأصوات المنادية بالانتقام والقصاص من محمد بودية.

”الموساد” يقرر اغتيال محمد بودية 

في صبيحة 28 من جوان 1973، وعلى الساعة 10 و45 دقيقة، خرج محمد بودية من منزله، وتوجه إلى الشارع الذي ركن فيه سيارته، عند المبنى رقم 32 من شارع دو فوسي سان برنار، وتقدم نحو سيارته من نوع رونو 16، زرقاء اللون، وألقى نظرة على المحرك وتفحص هيكل السيارة ليفتح الباب مطمئنا لأنه لم يجد شيئا. جلس على كرسي القيادة وأدار المفتاح، حينها دوى انفجار هز أركان الشارع، وسمع حتى أقصى ساحة الجمهورية بباريس. كانت قنبلة انفجرت واضعة حدا لمسار طويل من الكفاح والنضال خاضه الفنان المناضل محمد بودية. وكانت العملية من إمضاء ”فيلق الموت” لجهاز ”الموساد” الملقب ”بغضب الإله”.



خلفت حادثة اغتيال محمد بودية حزنا كبيرا وغضبا عارما لدى جميع مناضلي الحركة الوطنية الفلسطينية واللبنانية، الذين أقسموا على الانتقام لروح الشهيد والمناضل محمد بودية، وتصفية من اغتالوه، وهو ما تم بالفعل سنة 1985.
في سنة 1985 ورغم مضي بضعة سنوات على اغتيال محمد بودية، تمكّن فدائيون من تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من التعرف على هوية الضابط المكلف بقيادة كوما ندو الموت ”غضب الإله”، واتضح أنها امرأة تدعى سيلفيا رافائيل، حيث تمكّن الفدائيون الفلسطينيون من تنفيذ عملية اغتيالها بنجاح، بلارناكا بقبرص، وتم خلال العملية القضاء على عنصرين آخرين من خلية جهاز ”الموساد”، كانوا رفقتها على متن باخرة سياحية.

mardi 21 juin 2011

بوتفليقة وأحمدي نجاد يرفضان التدخل الأجنبي في قضايا المنطقة

 
أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "ارنا"، الاثنين، بأن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، اتصل هاتفيا بنظيره الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، وتحادثا حول التطورات الحالية التي تعرفها ليبيا وساحل العاج، مؤكدين على أنه يجب حل المشاكل دون تدخل أجنبي، وأن "الدول المستقلة لا ترضخ أبدا أمام القوى التسلطية".
وأوضح موقع الرئاسة الإيرانية، أن الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد،  صرح بأن الدول الغربية  تبحث عن بعث الإمبراطوريات الاستعمارية، في المنطقة، وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصممة على مواصلة دعم الدول الشقيقة في المنطقة، إلى جانب دول أخرى مستقلة". وقال إن "القوى الغربية  لجأت إلى الإنترنت لقمع أمم مستقلة، والجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وحسب ذات المصدر، فان رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، صرح من جهته بأن "الدول المستقلة تعارض القوى التسلطية وستتصدى لتدخل القوى الأجنبية".
  

jeudi 16 juin 2011

اتصالات جارية لفتح مكتب لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالجزائر



أعلن سامي أبوزهري، الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لدى نزوله ضيفا على الجزائر بمناسبة المؤتمر الثامن لذكرى الشيخ محفوظ نحناح، عن وجود اتصالات جارية بين حركة حماس والسلطات الجزائرية لفتح مكتب لحركة المقاومة الإسلامية بالجزائر، مضيفا أن حماس تعتز بعلاقتها بالجزائر شعبا وسلطة، وفي كل زيارات قيادات الحركة للجزائر كانت تولى بأهمية، وكانوا يستقبلون من قبل المسؤولين الجزائريين.
وثمّن المتحدث ما قامت به الجزائر مؤخرا فيما يخص منح هبة للسلطة الفلسطينية لتغطية مرتبات الموظفين في الحكومة، وقال إن هذا الموقف مقدّر ومبادر للجزائر ومطمئن في ظل التهديدات الغربية لفتح بقطع المساعدات بسبب قبولها المصالحة.

mardi 14 juin 2011

وفد من المخابرات الأمريكية بالجزائر للتباحث حول الصواريخ الليبية‮ ‬ستريلا المفقودة

حل وفد أمريكي يقوده دبلوماسي رفيع المستوى، ويضم ضباطا في المخابرات الأمريكية، بالجزائر أول أمس، في إطار زيارة لمناقشة مسألة تهريب الأسلحة من ليبيا نحو الجزائر، والمخاطر الناجمة عن تحول الأراضي الليبية إلى مخزن تسليح مفتوح على دول منطقة الساحل.
وكشف بيان للسفارة الأمريكية بالجزائر، أن وفدا أمريكيا يقوده المستشار السامي بوزارة الخارجية الأمريكية، مارك آدم، التقى يوم الأحد الماضين مستشار الرئيس بوتفليقة، كمال رزاق بارة، دون تقديم تفاصيل عن مضمون المحادثات التي جرت بين الطرفين. واكتفى بيان السفارة الأمريكية بالقول أن الوفد الأمريكي تبادل مع مسؤولين جزائريين معلومات وتحاليل وقراءات حول معضلة تهريب الأسلحة من داخل التراب الليبي، إلى دول الجوار، خصوصا ما تعلق بالأسلحة الثقيلة. كما قيم الطرفان مخاطر الوضع في حالة حصول مجموعات إرهابية بمنطقة الساحل على أسلحة مهربة من ليبيا.
وإن لم يكشف بيان السفارة الأمريكية عن تشكيلة الوفد الأمريكي،إلا أن مصادر مطلعة كشفت أن عددا من ضباط المخابرات الأمريكية كانوا ضمنه، في سياق مساعي واشنطن التنسيق مع مصالح الأمن الجزائرية للتقليل من مخاطر ''القاعدة'' في حالة حصولها على صواريخ أو أسلحة ثقيلة من ليبيا.
 وفي سياق ذي صلة، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، في برقية لها أمس، عن دبلوماسيين أوروبيين لم تكشف هوياتهم، قولهم أن تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، الذي غير تسميته إلى ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، سيكون أكبر مستفيد من الصراع المسلح القائم بليبيا في الوقت الراهن، لتشير وكالة الأنباء في معرض حديثها، عن زيادة المخاوف من تهريب أسلحة من ليبيا إلى دول الجوار، إلى تتالي زيارات كبار المسؤولين الأمنيين الأمريكيين للجزائر خلال الفترة الماضية، موضحة أنّ ثلاثة مسؤولين سامين في الإدارة الأمريكية زاروا الجزائر في ظرف أسابيع، أولهم مستشار الرئيس الأمريكي في مسائل مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي، جون برنان في 17 جانفي الماضي، يليه منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية دانيال بنيامين، الذي زار الجزائر مطلع مارس الماضي، ثم قائد القوات الأمريكية في إفريقيا ''أفريكوم''، الفريق الأول كارتر هام، الذي زار الجزائر بداية الشهر الجاري. وكان مسؤول عسكري روسي، قد كشف الأسبوع الماضي، في خبر نقلته إذاعة ''روسيا اليوم''، عن تلقي موسكو معطيات حول تمكن تنظيم القاعدة من الحصول على صواريخ من طراز ''ستريلا''، المضادة للطيران، من الأراضي الليبية، ليوضح نفس المسؤول الروسي أن تلك الأسلحة جرت سرقتها من مخازن أسلحة تابعة للجيش الليبي، وأنها بعد وقوعها بين يدي مجموعات إرهابية جرى تهريبها إلى خارج ليبيا، في انتظار ''ظهورها في بلد ثالث''.
ولا يستبعد مراقبون أن يكون لزيارة الوفد الأمريكي الأخيرة، صلة بالتحذيرات والمخاوف التي أطلقها المسؤول العسكري الروسي، خصوصا وأن حصول إرهابيين على صواريخ ''ستريلا''، من شأنه أن يضع حركة الطيران في أجواء منطقة الساحل الإفريقي، في مرمى نيران الجماعات الإرهابية.

جزائريون يعيشون بشمال فلسطين ويرفضون العودة إلى بلدهم

كشف الباحث الجزائري سليمان زيغودور، باحث الأديان وشؤون الشرق الأوسط  بجامعة مونتو وبواتي في فرنسا أن 25 بالمائة من سكان منطقة الجليل، شمال فلسطين هم فلسطينيون من أصول جزائرية، هاجر أجدادهم إليها بعد الاحتلال الفرنسي للجزائر.
أوضح الباحث سليمان زيغودور في محاضرة نشّطها بالمركز الثقافي الفرنسي، أن عائلات جزائرية كثيرة توجهت إلى سوريا، أين كان يقيم الأمير عبد القادر، حيث تناول بالتفصيل أهم مسارات وظروف الهجرات الجزائرية نحو المشرق التي تعود في مراحلها الأولى إلى الحروب الصليبية، حيث تم تشكيل الوقف المغاربي، أما الهجرة الثانية، فجاءت مع سقوط غرناطة في 1492. أما الهجرة الثالثة للمغاربة وحتى لبقية المسلمين من الشيشان والأقليات الأخرى المسلمة، فقد تزامنت مع المسألة الشرقية.
من جهة أخرى، أشار سليمان زيغودور، رئيس تحرير قناة «تي في 5 الفرنسية»، إلى أن الجزائريين الذين هاجروا إلى فلسطين واستقروا بها اختاروا العيش في مناطق بها أراض خصبة، فكانت الجولان والجليل منطقتي تمركزهم، فقد هاجر  العديد من يهود الجزائر من الأقدام السوداء وغيرهم نحو فلسطين بعد سّن السلطات الفرنسية لقانون كروميو الذي يمنح الحق لليهود في أن يصبحوا متجنسين بالفرنسية، فاستقروا، حسب المحاضر في المناطق التي استقر بها الجزائريون.  وقال المحاضر سليمان زيغودور إن أحفاد الجزائريين في الجليل بشمال فلسطين ومناطق أخرى على  الأرض المقدسة، يتابعون بشغف واهتمام ما يحدث في الجزائر رغم رفضهم العودة إلى الجزائر، كما أشار إلى أن العديد منهم يجيدون اللغة الأمازيغية.
وأشار سليمان زيغودور إلى الدور السياسي والدبلوماسي لأحفاد الأمير عبد القادر الذين حاولوا لعب دور جوهري  في الشرق الأوسط، حيث أن لورنس العرب كان جد مستاء وغاضب من تحركاتهم، ليتساءل الباحث في الختام عن مصير الأوقاف الجزائرية في فلسطين وخاصة «وقف باب المغاربة» المهملة، والتي لم يطالب بها أحد رغم وجود الوثائق التي تثبت حقوق ملكيتها.

vendredi 3 juin 2011

مشروع جزائري للتكفل بأطفال فلسطين


 
كشف رئيس الهلال الأحمر الجزائري الدكتور حاج حمو بن زكير عن تحضير مشروع وطني جزائري بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين في الجزائر يتضمن تمكين كل عائلة جزائرية من التكفل بطفل فلسطيني، مبرزا أن هذا المشروع تم الموافقة عليه من قبل رئيس الجمهورية وسينطلق في ظرف شهر، حيث أنهم في مرحلة الطبع للتعريف به عبر كل أنحاء الوطن.
وأوضح حمو بن زكير خلال ندوة صحفية نظمت بيومية المجاهد حول "أثر الحروب على الأطفال " بمناسبة اليوم العالمي للطفولة المصادف للفاتح جوان من كل سنة، أنه تم تحديد مبلغ 105 ألف دينار سنويا منها 5 آلاف تكون في خدمة هذا المشروع الذي سيمس كل أنحاء دولة فلسطين، و100 ألف تحول من البنك الجزائري إلى المستفيد.
وحسب المتحدث، فإن العلاقة ستكون بين العائلتين الجزائرية والفلسطينية أي الكفيل والمكفول مباشرة ومستمرة فالهلال الأحمر مجرد همزة وصل في تحويل الأموال، إلى جانب أنه تم تحديد 3 شروط في الطفل الفلسطيني الذي سيتم التكفل به أولها أن يكون ابن شهيد أو أسير وألا تكون عائلته مستفيدة من برنامج آخر.
وفي ذات السياق، أكد بن زكير أنه من مهام الهلال الأحمر التقليص من معاناة الأطفال، خاصة أثناء الحروب وفي المناطق المحتلة، منها فلسطين والصحراء الغربية، حيث أشار إلى أنه بمناسبة اليوم العالمي للطفل وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سيتم إرسال قافلة جزائرية بعد غد مكونة من 25 ألف حقيبة مدرسية لمساعدة ودعم الأطفال الصحراويين في مخيمات اللاجئين.
 كما تم خلال الندوة تسليط الضوء على وضعية الطفل الفلسطيني والصحراوي، حيث أكد المتدخلون على ضرورة التكفل بهؤلاء الأطفال الذين يعرفون معاناة كبيرة ومساندتهم والدفاع عن حقوقهم.
وأبرز المكلف بالشؤون الدينية بالسفارة الفلسطينية بالجزائر، حسين عنبر، حجم المعاناة الكبيرة التي يعيشها الطفل الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الذي عرف كل أنواع البطش والتقتيل آخرها استشهاد 40 طفلا بعد قصف مدرسة الفاخورة بقطاع غزة، مضيفا أن كل هذه الحروب أثرت على نفسية الأطفال التي أصبحت متدهورة جراء مشاهد الدماء والأشلاء.
وقال حسين عنبر، من جهة أخرى، إنه سيتم عقد جمعية خلال الأيام المقبلة مع مؤسسة فوروم والكشافة الجزائرية والهلال الأحمر للتوسيع من دائرة التكفل بأطفال فلسطين.