vendredi 15 octobre 2010

هواري بومدين كان وراء قرار الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني

بومدين خلال القمة العربية بالجزائر سنة 1973
عندما انعقد مؤتمر القمة العربية السادس في تشرين الثاني/ نوفمبر 1973 في الجزائر، طرح الرئيس الجزائري هواري بومدين مشروع قرار يعتبر منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وعندما اعترض بعض القادة احتد بومدين وغادر القاعة فاسترضاه الرؤساء بأن وافقوا على مشروعه مع اعتراض الأردن وبما أن كل دولة عربية تملك حق الفيتو، لم يعتبر القرار رسميا إلا في مؤتمر الرباط في 1974 حيث اتخذ القرار بالإجماع

بومدين في قمة الرباط سنة 1974
إجراء مفاوضات مباشرة بين العرب و إسرائيل كانت الصيغة المتفق عليها من عدة أطراف عربية و كانت بمثابة ورقة العمل عقدت لها قمة بالرباط المغربية عام 1974. العقبة التي كانت تواجه الجميع،خلال هذا المؤتمر هو موقف الراحل هواري بومدين، الذي اتصل به آنذاك العاهل المغربي الحسن الثاني وترجاه أن يكون مرنا في القمة العربية، قائلا له " القضية أمانة في عنقك". بعد وصول الرئيس هواري بومدين إلى مدينة الرباط، لحضور ثاني قمة عربية بعد حرب أكتوبر 1973، التي شعر فيها العربي بنخوة رفع التحدي الصهيوني بسقوط أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. خلال بداية أشغال القمة التي تمت في الجلسة المغلقة، كان موقع الرئيس الراحل هواري بومدين، إلى جانب الراحل الملك فيصل عاهل المملكة العربية السعودية حيث تداول القادة العرب بإلقاء خطاباتهم حتى جاء دور الرئيس الراحل هواري بومدين الذي استقام في جلسته وأدار رأسه في اتجاه مواقع القادة العرب، و انطلق في عرض وجهة نظره بوضوح وصراحة كاشفا بأنه " لا وصاية على الفلسطينيين، لا تفاوض، لا تطبيع.. ولا تعامل مع العدو"
بعدها نطق الملك فيصل قائلا " أنا موافق على الذي قاله الأخ بومدين".. حيث انتهت القمةالعربية بموقف عربي موحد مرجعي إلى اليوم




samedi 2 octobre 2010

احتجاز الجزائر لرهائن إسرائيليين سنة 1968 كاد يفجر حربا مباشرة مع إسرائيل





أحد الرهائن الإسرائيلين بعد عودته من الجزائر 

 قدمت قناة الجزيرة ضمن برنامجها "تاريخنا وأرشيفهم" أحداثا مثيرة عن عملية اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيطالية من طرف مناضلين بالجبهة الشعبية الفلسطينية والذين نزلوا بالطائرة على مطار الدار البيضاء بالجزائر "هواري بومدين حاليا"، وكانت تقل عددا كبيرا من المسافرين الإسرائيليين الذين كانوا عائدين إلى تل أبيب.

الحصة التي تعتمد على ما هو موجود في أرشيف الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا قدمت شهادات فلسطينية وغربية من دون محاورة الجانب الجزائري، خاصة أن أهم من له علاقة بهذا الملف إما توفي "هواري بومدين" أو يتقلد حاليا منصبا رفيعا مثل "الرئيس بوتفليقة". وجاءت حادثة الاختطاف بعد نكسة  1967 ودخول حرب الاستنزاف مرحلة الجد، وهو ما جعل الجزائر تتعاطى مع هذه العملية بطريقة اعتبرها الإسرائيليون إرهابا، حيث تم إطلاق سراح كل المسافرين الغربيين، بينما تم احتجاز الإسرائيليين لمدة أربعين يوما كاملة..

وتحركت إسرائيل في كل الاتجاهات وفكرت أولا في تدمير كل الطائرات التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، لكنها تراجعت، لأن الخطوط الفرنسية كانت تمتلك في ذلك الوقت أسهما مهمة في الخطوط الجزائرية، ثم تدارست الحكومة الإسرائيلية إمكانية القيام بعمل عسكري ثنائي ضد مصر والجزائر، لأن قناعتها أن الجزائر نسقت بشكل جدي مع جمال عبد الناصر.. ولم تنفع جهود الولايات المتحدة الأمريكية التي لعبت دور الوسيط من خلال سفارة أمريكا في الجزائر. وكانت مطالب الخاطفين، وهم فلسطينيون، حسب مختلف الروايات، "هويتهم مازالت غامضة"، أن يتم إطلاق سراح بعض الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية من جنسيات مختلفة "فلسطين، مصر والأردن" وكانت الجزائر تصر على هذا المطلب في كل محادثاتها مع الوسطاء الأمريكان والفرنسيين والروس.

واعترف الإسرائيليون أن قرار الحرب على الجزائر سيكون خطيرا، لأنها بعيدة جغرافيا ودولة كبرى، وفتح جبهة الجزائر يعتبر مخاطرة ومغامرة، ولم تطلق الجزائر سراح هؤلاء المحتجزين الإسرائيليين، إلا بعد 40 يوما في 30 أوت 1968، وبعد الضمانات التي وصلتها بإطلاق الأسرى العرب في سجون إسرائيل، وبعد إطلاق سراح الإسرائيليين اعترف المحتجزون بالمعاملة الجيدة ولم يشتك أي منهم بتعرضه للإستفزاز أو التعذيب، وهي شهادة ثمنها الغربيون، بينما لم تف إسرائيل بوعودها ولم تطلق سراح إلا القليل جدا من الأسرى.. كل هذا حدث في زمن الحزب الواحد والإعلام الواحد دون علم الجزائريين الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من حرب كبرى مع إسرائيل بعد ست سنوات فقط من استقلالهم.. طبعا، هذا، حسب حصة "تاريخنا وأرشيفهم".


قال جلول ملائكة، مسؤول العلاقات مع حركات التحرر في حزب جبهة الحرير الوطني وكبير مساعدي الرئيس الراحل هواري بومدين، إن الجزائر لم تكن على علم باختطاف طائرة العال الإسرائيلية في سنة 1968، التي انتهى بها المطاف في مطار الدار البيضاء سابقا، وأكد أن استقبال الجزائر لهذه الطائرة الإسرائيلية التي اختطفها فدائيون فلسطينيون ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من مطار روما بإيطاليا، كان بدوافع إنسانية تفاديا لسقوط الطائرة بسبب احتمالات نفاذ وقودها. جلول ملائكة وفي اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي"، تعليقا على الملف الذي فتحته قناة الجزيرة الفضائية، حول الصراع العربي الإسرائيلي، أوضح أن ما قامت به الجزائر كان بمثابة "تسيير أزمة لا أكثر"، مؤكدا على أن السلطات الجزائرية تحت قيادة الرئيس الراحل هواري بومدين، كانت ترفض اللجوء إلى مثل هذه الأساليب في النضال الثوري، بدليل أنه كما قال، كان بإمكان الثورة التحريرية القيام بمثل هذه العمليات، غير أنها لم تلجأ إليها بالرغم من تعرض قادة جزائريين بارزين للاختطاف، كما هو معروف، نظرا للنتائج العكسية التي قد تترتب عن عمليات الاختطاف الموجهة ضد أناس مدنيين. وفي سياق تعليقه على ما جاء في تقرير الفضائية القطرية، مما بدا أنه تساهل من قبل الطرف الجزائري، في التعاطي مع المطالب الإسرائيلية، التي كانت تتمثل في الإفراج غير المشروط عن الطائرة وطاقمها والمسافرين الذين كانوا على متنها، أوضح جلول ملائكة، أن دور الجزائر في هذه الأزمة، كان يشبه على حد ما دور الوسيط بين الفدائيين الفلسطينيين، والسفير الإيطالي بالجزائر، الذي كان ينقل المطالب الإسرائيلية إلى فدائيي الجبهة الشعبية، بعدما حاولت إسرائيل تحميل إيطاليا، مسؤولية اختطاف الطائرة، كونها أقلعت من مطار روما، حتى وإن تمت العملية بعيدا عن الأجواء الإقليمية لإيطاليا.

مسؤول العلاقات مع حركات التحرر بالجبهة نفى أن تكون الجزائر قد رضخت للضغوط، التي حاولت أن تمارسها إسرائيل على الجزائر عن طريق عدد من الدول العظمى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وقال إن الراحل هواري بومدين كان مهاب الجانب، ومن غير المعقول أن يرضخ لأية ضغوط مهما كان نوعها وطبيعتها وحجمها ومصدرها، مشيرا إلى أن الجزائر قامت بالدور الذي كان منتظرا منها في هذه القضية، بدليل انتهاء أزمة الطائرة الإسرائيلية المختطفة، بإطلاق سراح 15 أسيرا عربيا، من جنسيات سورية وأردنية ومصرية، كانوا في السجون الإسرائيلية. وفيما يتعلق بحيثيات تعاطي السلطات الجزائرية مع الرهائن الإسرائيليين بعد هبوط الطائرة في مطار الجزائر، أوضح جلول ملائكة أن أول من التقى بهم، كان الرجل الأول في المخابرات العسكرية آنذاك، الراحل قاصدي مرباح، ونائبه نور الدين يزيد زرهوني وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية حاليا. وأشار المتحدث إلى أن الرهائن، تم نقلهم إلى إقامة فندقية بالقرب من المطار، أين زارهم هو شخصيا، إلى جانب ممثل حركة فتح في الجزائر آنذاك، هاني الحسن المستشار السابق لمحمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية الحالي.

وقد شكلت المعاملة الإنسانية التي لقيها الرهائن الإسرائيليين في الجزائر، نقطة تحوّل في الصراع العربي الإسرائيلي، على حد تعبير ملائكة، الذي أكد بأن انطباعات الرهائن بعد عودتهم، عن طبيعة معاملتهم، كانت سببا في ظهور "حركة السلم"، التي أنشأها محمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، بطلب من الراحل ياسر عرفات، بعدما برزت مواقف داخل إسرائيل تدعو إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.